كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ولكن يسوغ أن يقال: هو وكيل بذلك؛ كما قال تعا لى: <وكنا جمها قؤصما >.
والمقصود أن هذا التوكيل خاص بمن قام بها علما وعملا، وجهادا
لاعدائها، وذبا عنها، ونفيا لتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتاويل
الجاهلين.
و يضا؛ فهو توكيل رحمة واحسالق وتوفيق و [ختصاص، لا توكيل حاجة
كما يوكل الرجل من يتصزف عنه في غيبته لحاجته إليه.
ولهذا قال بعض السلف: <ند وكنا بها قوصما > يقول: "رزقناها قوما" (1)؛
فلهذا لا يقال لمن رزقها (2) ورحم بها: إنه "وكيل الله ".
وهذا بخلاف شتقاق "وليئ الله " من الموالاة؛ فانها المحبة والقرب،
فكما يقال: عبد الله وحبيبه، يقال: وليه، والله تعا لى يوا لي عبده إحسانا إليه
وجبزا له ورحمة، بخلاف المخلوق فانه يوا لي المخلوق لتعززه به وتكثره
بموالاته؛ لذل العبد وحاجته، و ما العزيز الغنيئ - سبحانه - فلا يوا لي أحدا
من ذلى ولا من حاجة.
قال الله تعا لى: < وقل لحمد لمحه ألذي لؤيخذ ولدا و! ليهن له لثرفي فى ألملا ولض
لكن له وك ئن الذذ كبن تكبإا) [الاسراء: 111]، فلم ينف الولي نفيا عاما
مطلقا، بل نفى أن يكون له ولي من الذل، و ثبت في موضع آخر أن له
أولياء، بقوله: < لا إن وليا ادله لاخوف علئهم ولا هم ئحزنون>
[يونس: 62]، وقوله: < لله وك الذيف ءامنوا) [البقرة: 257]، فهذه موالاة رحمة
(1) قاله ابو عبيدة في " مجاز القران) " (1/ 0 0 2).
(2) (ح، ن): "رزق بها".
461

الصفحة 461