كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وإ حسان وجبر، والموالاة المنفية موالاة حاجة وذل.
يوضح هذا الوجه السادس والثلاثون بعد المئة: وهو ما روي عن النبي
سك! ي! من وجوه متعددة انه قال: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون
عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) " (1) 5
فهذا الحمل المشار إليه في هذا الحديث هو التوكل المذكور في الاية،
فأخبر لمخ! أن العلم الذي جاء به يحمله عدول أمته من كل خلف، حتى لا
يضيبع ويذهب.
وهذا يتضمن تعديله لمجط لحملة العلم الذي بعب به، وهو المشار إليه
في قوله: "هذا العلم) "، فكل من حمل العلم المشار إليه لا بذ و ن يكون
عدلا (2)، ولهذا اشتهر عند الامة عدالة نقلته وحملته آشتهارا لا يقبل شكا
ولا امتراء (3).
ولا ريب أن من عدله رسول الله غ! يم لا يسمع فيه جرح؛ فالائمة الذين
آشتهروا عند الأمة بنقل العلم النبوي وميراثه كلهم عدول بتعديل رسول الله
عقم!، ولهذا لا يقبل قدح بعضهم في بعض، وهذا بخلاف من اشتهر عند
(1) سياتي تخر يجه مفصلا قريبا.
(2) فيكتفى فيهم بالعد لة الظاهرة حتى ياتي ما ينقضها. والى هذا ذهب ابن عبد البر،
وابن المواق، و لذهبي، وابن سيد الناس، وابن الوزير، وغيرهم. وعليه العمل عند
اهل ا لحديث فيمن تعذر العلم بعدالته الباطنة من الرواة. انظر: "فتح المغيث"
(2/ 18)، و" التمهيد" (1/ 28)، و" جامع بيان العلم " (2/ 93 0 1)، و"العواصم
والقواصم]) (1/ 7 0 3)، وما مضى (ص: 1 13).
(3) (ت): " مراء".
462

الصفحة 462