كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وقال المزني: "كان الشافعي إذا رأى شيخا سأله عن الحديث والفقه،
فان كان عنده شئ، والا قال له: لا جزاك الله خيرا عن نفسك ولا عن
الاسلام؛ قد ضيعت نفسك وضيعت الإسلام ".
وكان بعض خلفاء بني العباس يلعب بالشطرنج، فاستأذن عليه عمه،
فأذن له وغطى الرقعة، فلما جلس قال له: يا عم، هل قرأت القران؟ قال: لا،
قال: فهل كتبت شيئا من السنة؟ قال: لا، قال: فهل نظرت في الفقه واختلاف
الناس؟ قال: لا، قال: فهل نظرت في العربية وأيام الناس؟ قال: لا، فقال
الخليفة: كشف الرقعة. ثم أتم اللعب، وزال أحتشامه وحياوه منه، فقال له
ملاعبه: يا أميرالمؤمنين تكشفها ومعنا من تحتشم منه (1)؟! قال: اسكت،
فما معنا أحد! (2).
وهذا لان الانسان إنما يتميز عن سائر الحيوان بما خص به من العلم
والعقل والفهم، فاذا عدم ذلك لم يبق فيه إلا لقدر المشترك بينه وبين سائر
الحيوانات، وهو الحيوانية البهيمية، ومثل هذا لا يستحيي منه الناس ولا
يمتنعون بحضرته وشهوده مما يستحيى منه من (3) أو لي الفضل والعلم.
الوجه الأربعون بعد المئة: أن كل صاحب بضاعة سوى العلم إذا علم
(1) (ق): " نحتشم منه لا. وا لحرف الاول مهمل في (ن، ت، ح).
(2) القصة في أمالي يحيى بن الحسين الشجري (2/ 312)، و لخليفة فيها سليمان بن
عبد الملك. ونسبت للوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان ولي عهد خلافة هشام،
في "الجليس والانيس " (4/ 87)، و" عيون الاخبار" (2/ 0 2 1)، و" لتذكرة
ا لحمدونية " (3/ 93 2)، و" تاريخ دمشق " (68/ 4 0 2)، و" محاضرات الأدباء"
(1/ 5 6)، وغيرها.
(3) " من " ليست في (ت، ق).
475

الصفحة 475