كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الثالثة: حسن الفهم.
الرابعة: ا لحفظ.
ا لخامسة: التعليم.
السادسة - وهي ثمرته -: وهي العمل به ومراعاة حدوده.
فمن الناس من يحرمه لعدم حسن سواله؛ إما أنه لا يسأل بحال، أو يسأل
عن شيء وغيره اهم إليه منه؛ كمن يسال عن فضوله التي لا يضر جهله بها،
ويدع ما لا غنى له عن معرفته. وهذه حال كثير من الجهال المتعالمين (1).
ومن الناس من يحرمه لسوء إنصاته، فيكون الكلام وا لمماراة آثر عنده
من حسن الاستماع (2). وهذه افة كامنة (3) في أكثر النفوس الطالبة للعلم،
وهي تمنعهم علما ولو كان حسن الفهم.
ذكر ابن عبد البر (4) عن بعض السلف أنه قال: "من كان حسن الفهم
رديء الاستماع لم يقم خيره بشره ".
وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب "العلل " له (5) قال: "كان عروة بن
(1) (ح، ن):"المتعلمين".
(2) (ح، ن): " اثر عنده واحب إليه من الانصات ".
(3) (ق، د): "كاينة ".
(4) في "جامع بيان العلم! (1/ 48 4) عن انس بن ابي شيخ. وهو بليغ كاتب، قتله
الرشيد سنة 187 على الزندقة. انظر: "لسان الميزان " (1/ 468).
(5) (1/ 186)، و لاشبه أنه للامام أ حمد من رواية ابنه عبد الله. وأخرجه أ حمد ايضا في
"فضائل الصحابة " (1869)، وأخرجه عنه - من غير طريق عمد الله - الخطيب في
"ا لجامع " (1/ 317).
483

الصفحة 483