كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

مراعاتها؛ فانه سبحانه ذكر أن اياته المتلوة المسموعة والمرئية المشهودة
إنما تكون تذكرة لمن كان له قلب؛ فإن من عدم القلب الواعي عن الله لم
ينتفع بكل آية تمر عليه ولو مرت به كل آية، ومرور الايات عليه كطلوع
الشمس والقمر والنجوم ومرورها على من لا بصر له، فاذا كان له قلحب كان
بمنزلة البصير إذا مرت به المرئيات فإنه يراها.
ولكن صاحب القلب لا ينتفع بقلبه إلا بامرين:
كغ أحدهما: أن يحضره ويشهده لما يلقى إليه؛ فاذا كان غائبا عنه
مسافرا في الاما ني والشهوات والخيالات لا ينتفع به.
* فإذا أحضره و شهده لم ينتفع إلا بان يلقي سمعه ويصغي بكليته إ لى
ما يوعظ به ويرشد إليه.
وها هنا ثلاثة أمور:
أحدها: سلامة القلب وصحته وقبوله.
الثا ني: إحضاره وجمعه ومنعه من الشرود والتفرق.
الثالث: إلقاء السمع وإصغاؤه والاقبال على الذكر (1).
فذكر الله تعا لى الأمور الثلاثة في هذه الآية.
قال ابن عطية (2): "القلب هنا عبارة عن العقل؛ إذ هو محله، والمعنى:
لمن كان له قلمب واع ينتفع به".
قال: "وقال الشبلي: قلب حاضر مع الله لا يغفل عنه طرفة عين.
(1) (ح، ن): "المذكر". وهي محتملةه
(2) في "المحرر الوجيز" (13/ 68 5).
485

الصفحة 485