كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

فلم يختلف في أن المراد بالقلب القلب الواعي، و ن المراد بإلقاء
السمع إصغاؤه وإقباله على الذكر (1)، وتفريغ سمعه له.
واختلف في الشهيد على أربعة أقوال:
احدها: أنه من المشاهدة، وهي ا لحضور. وهذا أصح الاقوال، ولا يليق
بالاية غيره.
الثاني: أنه شهيد من الشهادة (2).
وفيه على هذا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه شاهد على صحته بما معه من الايمان.
الثا ني: أنه شروهد من الشهداء على الناس يوم القيامة.
الثالث: انها شهاد من الله عنده على صحة نبوة رسول الله لمجو بما علمه
من الكتب المنزلة.
والصواب القول الاول؛ فإن قوله: <وفو شهيه) جملة حالية،
والواو قيها واو لحال، أي: ألقى السمع قي هذه الحال. وهذا يقتضي أ ن
يكون حال إلقائه السمع شهيدا، وهذا من (3) المشاهدة وا لحضور.
ولو كان المراد به الشهادة في الاخرة أو في الدنيا لما كان لتقييدها
بإلقاء السمع معنى؛ إذ يصير الكلام: إن في ذلك لاية لمن كان له قلسب أو
(1) (د، ح، ن): " المذكر".
(2) (ق): "من المشاهدة ". وهو تحريف.
(3) (د، ن): "وهذا هو من ". (ق): "وهذا اهون ".
488

الصفحة 488