كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
ألقى السمع حال كونه شاهدا بما معه في التوراة، أو حال كونه شهيدا يوم
القيامة. ولا ريب أن هذا ليس هو المراد بالاية.
و يضا؛ فالاية عامة في كل من له قلب أو لقى السمع، فكيف يدعى
تخصيصها بمؤمني أهل الكتاب الذين عندهم شهادة من كتبهم على صفة
النبي عفي!؟!
و يضا؛ فالسورة مكية، والخطاب فيها لا يجوز أن يختص بأهل الكتاب،
ولا سيما مثل هذا الخطاب الذي علق فيه حصول مضمون الاية ومقصودها
بالقلب الواعي وإلقاء السمع، فكيف يقال: هي في أهل الكتاب؟!
فان قيل: المختص بهم قوله: <وهوشهحد)؛ فهذا أفسد و فسد؛ لأن
قوله: <وهو شهعد) يرجع الضمير فيه إلى جملة من تقدم، وهو: من له
قلب أو لقى السمع، فكيف يدعى عوده إلى شيء غايته أن يكون بعض
المذكور أولا، ولا دلالة في اللفظ عليه؟! فهذا في غاية الفساد (1).
وأيضا؛ فان المشهود به محذوف، ولا دلالة في اللفط عليه، فلو كان
المراد به: وهو شاهد بكذا، لذكر المشهود به؛ إذ ليس في اللفنل ما يدل عليه،
وهذا بخلاف ما إذا جعل من الشهود - وهو ا لحضور - فانه لا يقتضي مفعولا
مشهودا به، فيتم الكلام بذكره وحده.
وأيضا؛ فان الاية تضمنت تقسيماً وترديدا بين قسمين:
أحدهما: من كان له قلب.
(1) "فهذا في غاية الفساد" ليست في (ت، ح، ن).
489