كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والاثار في هذا الباب أكثر من أن تذكر (1).
و ما لقول بأن الجنة والنار لم تخلقا بعد، فهو قول أهل البدع من
ضلال المعتزلة ومن قال بقولهم (2)، وهم الذين يقولون: إن الجنة التي
أهبط منها آدم إنما كانت جنة بشرقي (3) الارض. وهذه الاحاديث و مثا لها
ترد قو لهم.
قالوا: و ما حتجاجكم بسائر الوجوه التي ذكرتموها في ا لجنة، و نها
منتفية في الجنة التي أسكنها آدم، من اللغو والكذب، والنصب والعري،
وغير ذلك؛ فهذا كله حق، لا ننكره نحن ولا حد من أهل الاسلام؛ ولكن
هذا إنما هو إذا دحلها المؤمنون يوم القيامة، كما يدل عليه سياق الكلام،
وهذا لا ينفي أن يكون فيها بين آدم وابليس ما حكاه الله عز وجل من
الامتحان والابتلاء، ثم (4) يصير الأمر عند دخول المؤمنين إليها إلى ما خبر
الله عز وجل به؛ فلا تنافي بين الامرين.
قالوا: و ما قولكم: إن الجنة دار جزاء وثواب، وليست دار تكليف، وقد
كلف الله سبحانه آدم فيها بالنهي عن الشجرة.
فجوابه من وجهين:
(1) انظر: " حادي الارواح " (33 - 5 4)، و"التيجان " لابن هشام (0 2)، و" نظم المتناثر"
للكتا ني (232).
(2) انظر: " أوائل ا لمقالات) للمفيد (4 2 1،. 22)، و"حقائق التاويل) للشريف الرضي
(5 4 2)، و" الفصل " (4/ 1 4 1)، و" ا لانتصار" للعمرا ني (9 5 6).
(3) مهملة في (د). وفي (ت، ق): "تسير فيدا.
(4) (ت): "حتى ".
49

الصفحة 49