كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وهذا من جنس تفاسير القرامطة والباطنية وغلاة الإسماعيلية لما
يفسرونه من القران ويتزلونه على مذاهبهم الباطلة، وكذلك تفسير الجهمية
والمعتزلة والرافضة للايات التي ينزلونها على اقوا لهم الباطلة (1) والقران
بريء من ذلك كله، منزه عن هذه الأباطيل وا لهذيانات.
وقد ذكرنا بطلان ما فسر به المنطقيون هذه الاية التي نحن فيها والاية
الاخرى في موضع اخر من وجوه متعددة، وبينا بطلانه عقلا وشرعا ولغة
وعرفا، و نه يتعا لى كلام الله عن حمله على ذلك (2). وبادله التوفيق.
والمقصود بيان حرمان العلم من هذه الوجوه الستة:
احدها: ترك السؤال.
الثا ني: سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع.
الثالث: سوء الفهم.
الرابع: عدم ا لحفظ.
الخامس: عدم نشره وتعليمه؛ فان من خزن علمه ولم ينشره ولم يعلمه
بتلاه الله بنسيانه وذهابه منه؛ جزاء من جنس عمله، وهذا امر يشهد به الحس
والوجود.
(1) من قوله: "وكذلك تفسيرالجهمية " إلى هنا ليس في (ح، ن).
(2) انظر: "الرد على المنطقيين " (1 4 4، 4 4 4 - 47 4، 467 - 469)، و" مجموع
الفتاوى " (2/ 2 4، 4 4 - 6 4، 9 1/ 4 6 1).
ولم اجد الموضع الذي اشار إليه المصنف هنا في كتبه، وقد اشار إليه كذلك في
"مدارج السالكين " (1/ 6 4 4).
492

الصفحة 492