كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
له بقوله: < حطت سا لتم تحط به-> [النمل: 22]، وهذا الخطاب إنما جراه عليه
العلم، والا فالهدهد مع ضعفه لا يتمكن في خطابه لسليمان مع قوته بمثل
هذا الخطاب لولا سلطان العلم.
ومن هذا الحكاية المشهورة أن بعض أهل العلم سئل عن مسألة، فقال:
لا أعلمها، فقال أحد تلامذته: أنا أعلم هذه المسألة، فغضب الاستاذ وهم
به، فقال له: أيها الاستاذ، لست أعلم من سليمان بن داود ولو بلغت في
العلم ما بلغت، ولست أنا أجهل من الهدهد، وقد قال لسليمان: <أحطت
بما لتم عط به ->؛ فلم يعتب عليه ولم يعنفه (1).
الوجه السادس والأربعون بعد المئة: أن من نال شيئا من شرف الدنيا
والاخرة فانما ناله بالعلم.
وتأمل ما حصل لادم من تمييزه (2) على الملائكة واعترافهم له بتعليم
الله له الاسماء كلها، ثم ما حصل له من تدارك المصيبة والتعويض عن سكنى
ا لجنة بما هو خير له منها= بعلم الكلمات التي تلقاها من ربه.
وما حصل ليوسف من التمكين في الارض والعزة والعظمة بعلمه بعبارة
تلك الرؤيا، ثم علمه بوجوه ستخراج أخيه من إخوته بما يقرون به ويحكمون
هم به، حتى ال الامر إلى ما ال إليه من العز والعاقبة الحميدة وكمال الحال التي
توصل إليها بالعلم، كما أشار إليه سبحانه في قوله: ددلف درنا ليوسف ما
كان يأخذ أخاه في دين الملك إلا أن لمجمآء للهج نر درجمخ ثن لمحشا وففق
(1) انظر: " البصائر و 1 لذخائر " (5/ 4 3 1)، و" ثمار ا لقلوب " (2/ 6 0 7).
(2) (د، ت، ح، ن): " تميزه ".
495