كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لانه سبمب لحصولها، والعبد إذا باشر السبب الذي يتعلق به الامر والنهي
ترتب (1) عليه مسببه وان كان خارجا عن سعيه وكسبه؛ فلما كان هو السبب
في حصول هذا الولد الصالح والصدقة ا لجارية والعلم النافع جرى عليه
ثوابه و جره لتسببه فيه؛ فالعبد إنما يثاب على ما باشره او على ما تولد
منه (2).
وقد ذكر تعا لى هذين الاصلين في كتابه في سورة براءة، فقال: <دلف
با! م لا يصيبهم طمأ ولانصبولانحمصة في سبيل لله ولاطوت موطتا
يخطال! فار ولا يخالون من عدؤ نثلأ إ لاكنب لهمبه-عمل صلح إ ث
آلله لا يضيع أخرالمحسنين)؛ فهذه الامور كلها متولدات عن أفعالهم، غير
مقدورة لهم، وانما المقدور لهم أسبابها التي باشروهاه
ثم قال: <ولا يخفقوت نفقة صغيرة ولا! بيرد ولا يقظعوت واديا إلا
! تب لهم ليخزيهو ألله أخسن ما! انوا يغملون >؛ فالنفقة وقظع الوادي
افعالى مقدورة لهم.
وقال في القسم الاول: <كنب لهم به-غو صنلح >؛ لان المتولد
حاصل عن شيئين: افعالهم وغيرها، فليست افعالهم سببا مستقلا في
حصول المتولد، بل هي جزء من اجزاء السبب، فيكتب لهم من ذلك ما كان
مقابلا لافعا لهم.
و يضا؛ فان الظما والنصب وغيظ العدو ليس من افعالهم، فلا يكتب
(1) (ح، ن):"يترتب ".
(2) انظر: " التقريب لعلوم ابن القيم " (172).
1 0 5

الصفحة 501