كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لكمال النعمة على الحر.
ومما يدل على هذا الحديث المشهور الذي ثبته أبو نعيم وغيره عن
النبي ع! ي! انه قال: "أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه " (1).
وقال بعض السلف: "يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم
(2)
دلب"
وقال بعضهم أيضا: "إن الله يعافي الجهال ما لا يعافي العلماء" (3).
فا لجواب: أن هذا الذي ذكرتموه حق لا ريب فيه، ولكن من قواعد
الشرع وا لحكمة أيضا أن من كثرت حسناته وعظمت، وكان له في الاسلام
تاثير ظاهر، فانه يحتمل له ما لا يحتمل لغيره، ويعفى عنه ما لا يعفى عن
غيره؛ فإن المعصية خبث، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث (4)،
بخلاف الماء القليل فانه يحمل أدنى خبثٍ يقع فيه.
(1) تقدم تخريجه وبيان ضعفه (ص: 9 31).
(2) اخرجه ابو نعيم في "الحلية يا (8/ 0 0 1)، و لبيهقي في " المدخل " (563) عن
الفضيل بن عياض.
(3) اخرجه الرامهرمزي في "المحدب الفاصل " (5 0 6)، والخطيب في "اقتضاء العلم
العمل)) (80)، وابو نعيم في "الحلية " (9/ 222)، والبيهقي في " المدخل " (565)،
والضياء في " المختارة) " (9 0 6 1)، وغيرهم من حديث انس بن مالك مرفوعا.
قال عبد الله بن أحمد - في رواية ابي نعيم و 1 لبيهقي و [لضياء -: "قال ابي: هو
حديث منكر. ما حدّثني به إلا مرة يا.
(4) كما في ا لحديث المشهور الذي اخرجه اصحاب السنن، وفي سنده خلاف كثير،
والأشبه صحته مرفوغا، وعليه جمهور المحدثين. انظر: "البدر المنير" (1/ 4 0 4)،
و" الاحسان " للحويني (2/ 13). وللعلائي جزء في تصحيحه والكلام عليه.
4 0 5

الصفحة 504