كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وأما العلم المقصود الذي تنشأ ثمرته المطلوبة منه من نفسه فهذا لا
يقال: إن العمل المجرد أشرف منه.
فكيف يكون مجرد العبادة البدنية أفضل من العلم بالله و سمائه وصفاته
وأحكامه في خلقه و مره، ومن العلم بأعمال القلوب، وآفات النفوس،
و لطرق التي تفسد الاعمال وتمنع وصولها من القلب إلى الله، والمساقات
التي بين الاعمال والقلب وبين القلب و لرب تعا لى وبم تقطع تلك
المساقات، إلى غير ذلك من علم الايمان وما يقويه وما يضعفه؟!
فكيف يقال: إن مجرد التعبد الظاهر با لجوارح أفضل من هذا العلم؟!
بل من قام بالامرين فهو أكمل، واذا كان في أحدهما فضل ففضل هذا العلم
خير من فضل العبادة، فاذا كان في العبد فضلة عن الواجب كان صرفها إ لى
العلم الموروث عن الانبياء أفضل من صرفها إلى مجرد العبادة.
فهذا فصل الخطاب في هذه المسالة والله أعلم.
الوجه الثا ني وا لخمسون بعد المئة: ما رواه الامام أ حمد و 1 لترمذي من
حديث أ بي كبشة الانماري قال: قال رسول الله لمجم! و: "إنما الدنيا لأربعة نفر:
* عبد رزقه الله مالا وعلفا، فهو يتقي (1) في ماله ربه، ويصل فيه
رحمه، ويعلم لله فيه حقا؛ فهذا بأحسن ا لمنازل عند الله.
* ورجل اتاه الله علفا ولم يؤيه مالا، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت
بعمل فلان؛ فهو بنيته، فهما (2) في الأجر سواء.
(1) (ت):"يبغي ".
(2) (ن، ح):"وهما".
513

الصفحة 513