كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
* ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما، فهو يخبط في ماله، ولا يتقي فيه
ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا؛ فهذا باسوأ ا لمنازل عند الله.
* ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما، فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه
بعمل فلان؛ فهو بنيته، وهما في الوزر سواء" (1)، حديث صحيح؛ صححه
الترمذي و لحاكم وغيرهما.
فقسم النبي! ك! يم أهل الدنيا أربعة أقسام:
* خيرهم من أوتي علما ومالا؛ فهو محسن إلى الناس والى نفسه
بعلمه وماله.
* ويليه في المرتبة من أوتي علما ولم يؤت مالا، وإن كان اجرهما
سواء فذلك إنما كان بالنية، والا فالمنفق المتصدق فوقه بدرجة الانفاق
والصدقة، والعالم الذي لا مال له إنما ساواه في الاجر بالنية ا لجازمة
المقترن بها مقدورها، وهو القول المجرد.
* الثالث: من وتي مالا ولم يصرفه في مصارف الخير (2)، ولم يؤت
علما؟ فهذا أسوأ الناس منزلة عند الله؛ لأن ماله طريق إلى هلاكه، فلو عدمه
لكان خيرا له، فانه أعطي ما يتزود به إلى الجنة فجعله زادا له إلى النار.
* الرابع: من لم يؤت مالا ولا علما، ومن نيته أنه لو كان له مال لعمل
(1) اخرجه ا حمد (4/ 0 23)، والترمذي (5 232)، وابن ماجه (28 2 4)، وغيرهم من
طرق وقع فيها بعض الاختلاف. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح ". ولم
اقف عليه في " مستدرك الحاكم ".
(2) قوله: "ولم يصرفه في مصارف الخيرلا من (ت).
4 1 5