كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
سابحة فيه، وانما يقطع هذا العارض بفكر؟ صحيحة وعزبم صادق يميز به (1)
بين الوهم والحقيقة.
وكذلك إذا فكر في عواقب الامور و تجاوز فكره مباديها؛ وضعها (2)
مواضعها، وعلم مراتبها.
فاذا ورد عليه وارد الذنب والشهوة، فتجاوز فكره لذته (3) وفرح النفس
به إلى سوء عاقبته وما يترتب عليه من الالم و لحزن الذي لا يقاوم تلك
اللذة والفرحة؛ ومن فكر في ذلك فانه لا يكاد يقدم عليه.
وكذلك إذا ورد على قلبه وارد الراحة والدعة والكسل والتقاعد عن
مشقة الطاعات وتعبها، حتى عبر بفكره إلى ما يترتب عليها من اللذات
والخيرات والافرراالضي تنغمر (4) تلك الالام التي في مباديها بالنسبة إ لى
كمال عواقبها، وكلما غاص فكره في ذلك اشتد طلبه لها، وسهل عليه
معانا تها، واستقبلها بنشاط وقوة وعزيمة.
وكذلك إذا فكر في منتهى ما يستعبده من المال وا لجاه و لصور، ونظر
إ لى غاية ذلك بعين فكره، استحيى من عقله ونفسه أن يكون عبذا لذلك، كما
قيل:
لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه (5)
(1) (د، ق):"فيه يا.
(2) (ت): " ووضعها ".
(3) (ق، د): "فكرة لذته ". وهو تحريف.
(4) (ح، ن): "تغمر".
(5) الميت للمتنبي، في ديوانه (573).
520