كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

لهذا النعيم والعذاب العاجل إليه إلا كما يدخل الرجل إصبعه في اليم ثم
! ينزعها، فالذي يعلق بها منه هو كالدنيا بالنسبة إلى الاخرة؛ فيثمر له هذا
العلم إيثار الاخرة وظلبها، والاستعداد التام لها، و ن يسعى لها سعتها.
وهذا يسمى: تفكرا، وتذكرا، ونظرا، وتأملا، واعتبارا، وتدبرا،
واستبصارا. وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتفترق في آخر.
* فيسمى: تفكرا؛ لانه استعمال الفكرة (1) في ذلك واحضاره (2) عنده.
* ويسمى: تذكرا؛ لانه إحضار للعلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله
وغيبته عنه، ومنه قوله تعالى: <ارن تذلى اتقوا ذ مممحهم لب من
الشئالن، دذ! رو قإذا هم مبصرون > [لاعراف: 1 0 2].
* ويسمى: نظرا؟ لأنه التفات بالقلب إلى المنظور فيه.
* ويسمى: تاملا؛ لانه مراجعة للنظر (3) كز تعد كرة، حتى يتجلى له
وينكشف لقلبه.
* ويسمى: اعتبارا، وهو افتعال من العبور؛ لانه يعبر منه إلى غيره،
-ء فيعبر من ذلك الذي قد فكر فيه إلى معرفة ثالثة، وهي المقصود من الاعتبار.
ولهذا يسمى: عبرة؛ وهي على بناء الحالات، كالجلسة والركبة و لقتلة،
إيذانا بأن هذا العلم والمعرفة قد صار حالا لصاحبه يعبر منه إلى المقصود به،
قال الله تعالى: < لقدكات في ضصهم عتر لأؤلى الألئص > [يوسف: 111]،
(1) (ت): 9 استعمل الفكر".
(2) 3 - كذا في الاصول. اي: الفكر.
(/3 لإس (ت): "النظر". (ح): "إلى لعظر".
524

الصفحة 524