كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بوجه.
وان كانت تلك المحبة لغيره من المحبوبات الباطلة المتلاشية التي
تفنى وتبقى حزازات النفوس (1) بها على حالها، فقد وضع المحبة في غير
موضعها، وظلم نفسه أعظم ظلم وأقبحه، وتهيات بذلك نفسه لغاية شقائها
و لمها.
واذا عرف هذا عرف أن تعلق المحبة بغير الاله ا لحق هو عين شقاء
العبد وخسرانه، فأفكاره المتعلقة بها كلها باطلة، وهي مضرة عليه في حياته
وبعد موته.
والمحب الذي قد ملك المحبوب أفكار قلبه لا يخرج فكره عن تعلقه
بمحبوبه أو بنفسه.
ثم فكره في محبوبه لا يخرج عن حالتين:
إحداهما: فكرته في جماله وأوصاقه.
الثانية: فكرته في أفعاله واحسانه وبره ولطفه الدالة على كمال صفاته.
وان تعلق فكره بنفسه لم يخرج - أيضا - عن حالتين:
* إما ن يفكر في أوصافه المسخوطة التي يبغضها محبوبه ويمقته
عليها ويسقطه من عينه، فهو دائما يتوقع بفكره عليها ليجتنبها ويبعد منها.
* والثانية: أن يفكر في الصفات والاخلاق والافعال التي تقربه منه
وتحببه إليه حتى يتصف بها.
(1) (ح، ن): " القلوب ".
530

الصفحة 530