كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ونوع سبحانه الايات في هذه السورة (1):
* فجعل خلق السموات والارض واختلاف لغات الامم وألوانهم آيات
للعالمين كلهم؛ لاشتراكهم في العلم بذلك وظهوره ووضوح دلالته.
* وجعل خلق الازواج التي يسكن إليها الرجال وإلقاء ا لمودة والرحمة
بينهم ايات لقوم يتفكرون؛ فإن سكون الرجل إلى مرأته وما يكون بينهما من
المودة والتعاطف والتراحم أمر باطن مشهو؟ بعين الفكرة و لبصيرة، فمتى نظر
بهذه العين إلى ا لحكمة والرحمة والقدرة التي صدر عنها ذلك، دله فكره على أنه
الاله ا لحق المبين الذي أقرت الفطر بربوبيته والهيته وحكمته ورحمته.
* وجعل المنام بالليل والنهار والتصرف (2) في المعاش وابتغاء فضله
ايات لقوم يسمعون، وهو سمع الفهم وتدبر هذه الايات وارتباطها (3) بما
جعلت اية له مما أخبرت به الرسل من حياة العباد بعد موتهم وقيامهم من
قبورهم، كما أحياهم سبحانه بعد موتهم و قامهم للتصرف في معاشهم؛
فهذه الاية إنما ينتفع بها من سمع ما جاءت به الرسل، و صغى إليه، واستدل
بهذه الاية عليه.
* وجعل إراء تهم البرق (4) وانزال ا لماء من السماء واحياء الارض به
ايات لقوم يعقلون؛ فإن هذه أمور مرئية بالابصار مشاهدة با لحس، فإذا نظر
فيها ببصر قلبه - وهو عقله - ستدل بها على وجود الرب تعا لى وقدرته
(1) سورة الروم.
(2) (ح، ن): "للتصرف ". وهو تحريف! ظاهر من سياق الاية.
(3) (ح): " ارتبا طها ".
(4) قال ابن الأعرا بي: " أريته الشيء إر ءة واراية وإرءاءة ". " اللسان ".
4 3 5

الصفحة 534