كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فصل (1)
واذا تاملت ما دعا الله سبحانه في كتابه عباده إلى الفكر فيه اوقعك على
العلم به سبحانه وتعا لى وبوحدانيته وصفات كماله ونعوت جلاله، من
عموم قدرته وعلمه وكمال حكمته ورحمته واحسانه وبره ولطفه وعدله
ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه؛ فبهذا تعرف إلى عباده، وندبهم إلى التفكر
في اياته.
ونذكر لذلك امثلة مما ذكرها لله سبحانه في كتابه؛ ليستدل بها على
غيرها:
فمن ذلك: خلق الانسان، وقد ندب سبحانه إلى التفكر فيه والنظر في
غير موضع من كتابه؛ كقوله تعا لى: <فينظرالإنسمن مم ظق > [الطارق: 5]، وقوله
تعا لى: < وثب أنفستم افلا تبصوريئ > [الذاريات: 1 2].
وقال تعا لى: < يأيها افاس نكنتو فى ريب من ائبعث ف! نا حلقئكم من
تراب ثم من نطقؤ ثص مق علقؤ ثم من ضضحغؤ تخلقؤ وغير نحلقؤ لنبين لكمج
ونقر فى الارحام ما لنثماء ك أجلى مسمى ثم نخرجكم طفلأ ثم لتتلغو
اشد! م ومن! م من ينوت و! م من يرد ك ارذل العمر لئلا
__________
(1) انظر لهذا الفصل وما بعده مما يتعلق بعجائب خلق الانسان وباقي المخلوقات:
"ايمان القران " للمصنف (46 4 - 636)، وقال في خا تمة بحثه: " وهذا فصل جره
الكلام في قوله تعا لى: <هفى أنفمتم أفلا تب! ويئ) [الذاريات: 1 2]، اشرنا إليه إشارة،
ولو استقصيناه لاستدعى عدة اسفار، ولكن فيما ذكرناه تنبيه على ما تركناه "، و" شفاء
العليل " (635 - 649)، وقال: " وهذا باب لو تتثعناه لجاء عدة اسفار. . .".
538

الصفحة 538