كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

والعلقة و [لمضغة و لتراب، ولا لنتكلم بها فقط (1)، ولا لمجرد تعريفنا
بذلك (2)، بل لامر وراء ذلك كله هو (3) المقصود با لخطاب، واليه جرى
ذلك الحديث (4).
فانظر الان إلى النطفة بعين البصيرة؛ وهي قطرة من ماء مهين ضعيف
مستقذر، لو مرت بها ساعة من الزمان فسدت و نتنت، كيف استخرجها ر ب
الارباب العليم القدير من بين الصلب والترائب، منقادة لقدرته، مطيعة
لمشيئته، مذللة القياد على ضيق طرقها واختلاف مجاريها، إلى ان ساقها
إ لى مستقرها ومجمعها.
وكيف جمع سبحانه بين الذكر والانثى، و لقى المحبة بينهما، وكيف
قادهما بسلسلة الشهوة والمحبة إلى الاجتماع (5) الذي هو سبب تخليق
الولد وتكوينه.
وكيف قدر جتماع ذييك الماءين مع بعد كل منهما عن صاحبه،
وساقهما من اعماق العروق (6) و [لاعضاء، وجمعهما قي موضع واحد جعل
لهما قرارا مكينا، لا يناله هواء يفسده، ولا برد يجمده، ولا عارض يصل
إليه، ولا قة تتسلط عليه.
(1) (ت): "لععلم بهافقط".
(2) (ت):"معرفتنالذلك ".
(3) (ت، د، ق):"وهو".
(4) انظر: " الاحياء" (4/ 435 - 0 4 4)، واصول مباحث هذا الفصل منه.
(5) (ق، د، ت): "بسلسلة المحبة والاجتماع ". والمثبت من (ن، ح) والاحياء.
(6) (ت): " اعلق العروق ".
540

الصفحة 540