كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

تركيب الذكر في الانثى، ومنها ما تركيبه تركيب آتصال فقط، وكيف آختلفت
أشكالها باختلاف منافعها؛ كالاضراس، فإنها لما كانت الة للطحن جعلت
عريضة، ولما كانت الاسنان الة للقطع جعلت مستدقة محددة (1).
ولما كان الانسان محتاجا إلى الحركة بجملة بدنه وببعض أعضائه
للتردد في حاجته لم يجعل عظامه عظما واحدا، بل عظاما متعددة، وجعل
بينها مفاصل حتى تتيسر بها الحركة (2)، وكان قدر كل واحد منها وشكله
على حسب الحركة المطلوبة منه.
وكيف شد أسر تلك المفاصل والاعضاء وربط بعضها ببعض بأوتار
ورباطات أنبتها من أحد طرفي العظم (3)، و لصق العظم بالطرف الاخر
كالرباط له، ثم جعل في أحد طرفي العظم زوائد خارجة عنه، وفي الاخر
نقرا غائصة فيه موافقة لشكل تلك الزو ئد؛ ليدخل فيها وينطبق عليها، فإذا
أراد العبد أن يحرك جزءا من بدنه لم يمتنع عليه، ولولا المفاصل لتعذر عليه
ذلك.
وتأمل كيفية خلق الرأس، وكثرة ما فيه من العظام، حتى قيل: إنها
خمسة وخمسون عظما (4)، مختلفة الاشكال والمقادير و لمنافع، وكيف
ركبه سبحانه وتعا لى على البدن، وجعله عاليا عليه علو الراكب على مركوبه؛
(1) (ت، ح): " محد ود ة ".
(2) (ت): "حتى يسير بهما". (ق، د): " حتى يتيسر بها". والمثبت من (ح، ن) و " الاحياء".
(3) (ق): "من طرفي العظم ". وسقط من (ت، ن) من قوله: " العظم " إلى: " ثم جعل في"
بسبب انتقال النظر. والمثبت من (د، ح) و"الاحياء".
(4) تفصيلها في " الإحياء" (4/ 436).
542

الصفحة 542