كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ولما كان عاليا على البدن جعل فيه ا لحواس الخمس والات الإدراك كلها
من السمع والبصر والشم والذوق واللمس.
وجعل حاسة البصر في مقدمه؛ ليكون كالطليعة والحرس والكاشف
للبدن، وركب كل عيني من سبع طبقات، لكل طبقة وصف مخصوص،
ومقدار مخصوص، ومنفعة مخصوصة، لو فقدت طبقة من تلك السبع
الطباق (1) أو زالت عن هيئتها وموضعها (2) لتعطلت العين عن الابصار.
ثم أركز (3) سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا، وهو إنسان
العين، بقدر العدسة، يبصر به ما بين المشرق والمغرب والارض والسماء،
وجعله من العين بمنزلة القلب من الاعضاء، فهو ملكها، وتلك الطبقات
والاجفان والاهداب خدم له وحجاب وحراس، فتبارك الله احسن الخالقين.
فانظر كيف حسن شكل العينين وهيأتهما ومقدارهما، ثم جملهما
بالاجفان غطاء لهما وسترا وحفظا وزينة؛ فهما يلتقيان (4) عن العين الاذى
والقذى و لغبار، ويكنانهما (5) من البارد المؤذي (6) وا لحار المؤذي، ثم
(1) (ت): "السبع طبقات ". (ح): "الطبقات ".
(2) (ق، د): " وموا ضعها ".
(3) (ن): " ركز ".
(4) كذا في (د، ق، ح، ن) و جميع نسخ " ايمان القران " (59 4). وفي (ت): "يلقيان ".
واصلحت في (ط) إلى " يتلقيان". واستعمال "التقى " موضع "تلقى " يقع في كلام
المتأخرين. انظر " تكملة ا لمعاجم " لدوزي (9/ 0 27).
(5) (ت): " ث يكنفا نها ".
(6) (ت، ق): " ا لمود ي ". و ا لمود ي: ا لها لك. و لعلها: ا لمر د ي. كما سيا تي (ص: 9 2 7).
وا لجناس اليق بأسلوب المصنف.
543

الصفحة 543