كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

غرس في اطراف تلك الأجفان الاهد 1 ب جمالا وزينة، ولمنافع أخر وواء
ا لجمال و] لزينة، ثم أودعهما ذلك النوو] لباصر و] لضوء الباهر الذي يخرق
ما بين السماء و] لاوض، ثتم يخرق السماء مجاوزا لرؤية ما فوقها من
الكو] كب. وقد أودع سبحانه هذا السز العجيب في هذا المقداو الصغير
بحيث تنطبع فيه صووة السموات مع آتساع كنافها وتباعد أقطاوها.
وشون له] لسمع، وخلق الأذن أحسن خلقة وأبلغها قي حصول المقصود
منها، فجعلها مجوفة كالصدفة؛ لتجمع الصوت فتوديه إلى الضماخ (1)،
ولمحش بدبيب ا لحيوان فيها فيبادو إلى إخراجه، وجعل فيها غضونا
وتجاويف و 1 عوجاجات تمسك الهواء و] لصوت الذاخل فتكسر حدّته ثم
تؤديه إلى الصماخ.
ومن حكمة ذلك أيضا: أن يطول به الطريق على ا لحيوان، فلا يصل إ لى
الضماخ حتى يستيقظ أو يتتبه لإمساكه. وفيه - أيضا - حكثم غير ذلك.
ثم اقتضت حكمة الرب الخالق سبحانه أن جعل ماء الأذن مزا في غاية
المراوة، فلا يجاوزه ا لحيوان ولا يقطعه داخلا إلى باطن الأذن، بل إذا
وصل اليه أعمل ا لحيلة في وجوعه، وجعل ماء العين ملحا (2) ليحفظها؟
فإنها شحمة قابلهب للفساد، فكانت ملوحة مائها صيانة لها وحفظا، وجعل ماء
الفم عذبا حلوا ليدوك به طعوم الأضياء على ما هي عليه؛ إذ لو كان على غير
هذه الضفة لأحالها إلى طبيعته، كما أن من عرض لفمه 1 لمراوة آستمرِ طعم
الأضياء التي ليست بمزة، كما قيل:
(1) 1 لضماخ: خرق 1 لأذن 1 لباطن 1 لذي يفضي إلى الرأس. "1 للسان " (صمخ).
(2) (د، ق، ت): "ما لحا". و 1 لممبت أفصح.
4 4 5

الصفحة 544