كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فوقهما من الشارب وتحتهما من العنفقة.
وكذلك خلقه سبحانه لليدين اللتين هما الة العبد وسلاحه ورأس ماله
ومعاشه (1)، فطولهما بحيث يصلان إلى ما شاء من بدنه، وعرض الكف
ليتمكن بها من القبض والبسط، وقسم فيه الاصابع الخمس، وقسم كل
إصبع بثلاث انامل والإبهام باثنتين، ووضع الاصابع الاربعة في جانب
والإبهام في جانب؛ لتدور الابهام على ا لجميع؛ فجاءت على أحسن وضع
صلحت به للقبض والبسط ومباشرة الاعمال، ولو اجتمع الاولون
و لاخرون على أن يستنبطوا بدقيق أفكارهم وضعا اخر للأصابع سوى ما
وضعت عليه لم يجدوا إليه سبيلا.
فتبارك من لو شاء لسواها وجعلها طبقا واحدا كالصفيحة، فلم يتمكن
العبد بذلك من مصالحه و نواع تصرفاته ودقيق الصنائع والخط وغير ذلك،
فإن بسط أصابعه كانت طبقا يضع عليه ما يريد، وان ضمها وقبضها كانت
(2) الة للضر، ان حعلها. الضم والسمط كانت مغرفة له شناول
بوسا و ب! ي. بش.
بها ويمسك فيها ما يتناوله.
وركب الاظفار على رؤوسها زينة لها وعمادا (3) ووقاية، وليلتقط بها
الاشياء الدقيقة التي لا ينالها جسم الاصبع، وجعلها سلاحا لغيره من
الحيوان والطير، والة لمعاشه، وليحك الإنسان بها بدنه عند ا لحاجة؛
فالظفر الذي هو أقل الاعضاء و حقرها لو عدمه الإنسان ثم ظهرت به حكة
(1) (ح، ن): " وراس مال معاشه لما.
(2) الدبوس: هراو مدملكة الراس، كما سيأتي (ص: 035 1).
(3) (د، ق، ت): " و عتمادا". والمثبت من (ن، ح) و"الاحياء ".
9 4 5

الصفحة 549