كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

لاشتدت حاجته إليه، ولم يقم مقامه شيء في حك بدنه، ثم هدى (1) اليد إ لى
موضع الحك حتى تمتد إليه ولو في النوم والغفلة من غير حاجة إلى طلب،
ولو استعان بغيره لم يعثر على موضع الحك إلا بعد تعب ومشقة!
ثم نظر إلى الحكمة البالغة في جعل عظام أسفل البدن غليظة قوية؛
لأنها أساس له، وعظام اعاليه دونها في الثخانة والصلابة؛ لانها محمولة.
ثم نظر كيف جعل الرقبة مركبا للرأس، وركبها من سبع خرزات (2)
مجوفات مستديرات، ثم طبق بعضها على بعض، وركب كل خرزة على
صاحبتها (3) تركيبا محكما متقنا حتى صارت كأنها خرزة واحدة، ثم ركب
الرقبة على الظهر و لصدر، ثم ركب الظهر من أعلاه إلى منتهى عظم العجز
من اربع وعشرين خرزة مركبة بعضها في بعضيى هي مجمع اضلاعه والتي
تمسكها أن تنحل وتنفصل، ثم وصل تلك العظام بعضها ببعض؛ فوصل
عظام الظهر بعطام الصدر، وعظام الكتفين بعطام العضدين، والعضدين
بالذراعين، والذراعين بالكف وا لاصابع.
وانظر كيف كسا العظام العريضة كعظام الظهر والرأس كسوة من اللحم
تناسبها، و لعظام الدقيقة كسوة تناسبها كالاصابع، والمتوشطة كذلك كعظام
الذراعين والعضدين، فهو مركب على ثلاث مية وستين عظماً؛ منها مئتان
وثمانية و ربعون مفاصل، وباقيها صغار حشيت خلال المفاصل، فلو زادت
(1) (ق، د):"بهدي".
(2) خرز الظهر: فقاره. وكل فقرة من الظهر والعنق خرزة. " اللسان " (خرز).
(3) " على صاحبتها" ساقطة من (ح، ن).
550

الصفحة 550