كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

عظما واحدا لكان مضرة على الانسان يحتاج إلى قلعه (1)، ولو نقصت عظفا
واحدا كان نقصانا يحتاج إلى جبره.
فالطبيب ينظر في هذه العظام وكيفية تركيبها ليعرف وجه العلاج في
جبرها، و 1 لعارف ينطر فيها ليستدل بها على عظمة باريها وخالقها، وحكمته
وعلمه ولطفه. وكم بين النظرين!
ثم إنه سبحانه ربط تلك الاعضاء والاجزاء بالرباطات، فشد بها أ سرها،
وجعلها كالاوتاد (2) تمسكها وتحفظها، حتى بلغ عددها (3) إلى خمس مئة
وتسعة وعشرين رباطا، وهي مختلفة في الغلظ والدقة، والطول والقصر،
والاستقامة والانحناء، بحسب اختلاف مواضعها ومحا لها.
فجعل منها أربعة وعشرين رباطا الة لتحريك العين وفتحها وضمها
وإبصارها، لو نقصت منهن رباطا واحدا اختل أمر العين، وهكذا (4) لكل
عضو من الاعضاء رباطات هي له كالالات التي بها يتحرك ويتصرف ويفعل
كل ذلك. صنع الرب الحكيم، وتقدير العزيز العليم، في قطرة من ماء مهين،
فويل للمكذبين، وبعدا للجاحدين.
ومن عجائب خلقه أنه جعل في الرأس ثلاث خزائن نافذا بعضها إ لى
بعض؛ خزانة في مقدمه، وخزانة في وسطه، وخزانة في اخره، وأودع تلك
الخزائن من أسراره ما ودعها من الذكر والفكر والتعقل.
(1) (ن):"قطعه ".
(2) في الاصول: "كالاوتار". و لمئبت اشبه.
(3) (ق، ح): " بلغ عدها".
(4) (ق، ت، د): " وهذا".
551

الصفحة 551