كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
جتماعه، ولها بابان: باب اعلى يدخل منه الطعام، وباب اسفل يخرج منه
ثفله (1)، والباب الاعلى اوسع من الاسفل؛ إذ الاعلى مدخل للحاصل،
والاسفل مصرف للضار منه، والاسفل منطبق دائما ليسشقر الطعام في
موضعه، فإذا انتهى الهضم فإن ذلك الباب ينفتح إلى نقضاء الدفع، ويسمى
البواب لذلك، والاعلى يسمى فم المعدة، والطعام ينزل إلى المعدة
منكبسا (2)، فإذا آستقر فيها نماع وذاب.
ويحيط بالمعدة من داحلها وخارجها حرارة نارية، بل ربما تزيد على
حرارة النار، ينضج بها الطعام فيها كما ينضج الطعام في القدر بالنار
المحيطة به، ولذلك تذيب ما هو مستحجر كا لحصئ وغيره، حتى تتركه
مائعا، فإذا اذابته علا صفوه إلى فوق، ورسا كدره إلى اسفل.
ومن المعدة عروق متصلة بسائر البدن يبعث فيها معلوم كل عضو (3)
وقوامه بحسب آستعداده وقبوله، فيبعب أشرف ما في ذلك والطفه واخفه
إ لى الارواح (4)؛ فينبعث (5) إلى البصر بصرا وإ لى السمع سمعا والى الشم
(1) ثفل كل شيء: ما استقر تحته من كدره. "اللسان " (ثفل).
(2) (ت): "متملسا)]. (ق، د): " متلمسا"، وفوقها في (د) بخما دقيق: "كذا". (ن): "متكيمسا،.
والكيموس: لفأ سريا ني، يعني: ا لخلط. والمراد به: ا لخلاصة الغذائية. انظر: "التكملة"
للصغا ني (كمس)، و" اللسان لما، و " ا لمعجم الوسيط ". ولا يظهر انه ا لمقصود هنا.
(3) (ت): " كل عرق وعضو".
(4) وهي أجسام لطيفة تحمل القوى، وليست العفس. انظر: "الموجز" لابن النفيس
(68)، و"زاد ا لمعاد" (4/ 7 1، 5 2 2).
(5) (ق، ت): " فيبعث ". و في (ن): " بصر. . . سمع. . . شم " با لرفع.
8 5 5
الصفحة 558
1889