كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وهي الكواكب التي تكون خنسا عند طلوعها، جوار في مجراها ومسيرها،
كنسا عند غروبها؛ فأقسم بها في أحوالها الثلاثة (1).
ولم يقسم في كتابه بشيء من مخلوقاته أكثر من السماء والنجوم
والشمس والقمر، وهو سبحانه يقسم بما يقسم به من مخلوقاته لتضمنه
الايات والعجائب الدالة عليه (2)، وكلما كان أعظم اية وأبلغ في الدلالة كان
إقسامه به أكثر من غيره.
ولهذا يعظم سبحانه هذا القسم؛ كقوله: <ف! أقسم بموا لجوم!
وإنه - لقسم لو تغلمون عظيف> [اع: 75 - 76]، و ظهر القولين أنه قسم
بمواقع هذه النجوم التي في السماء (3)؟ فإن آسم النجوم عند الاطلاق إنما
ينصرف إليها.
وأيضا؛ فانه لم تجر عادته سبحانه باستعمال النجوم في ايات القران،
ولا في موضع واحد من كتابه، حتى تحمل عليه هذه الاية، وجرت عادته
سبحانه باستعمال النجوم في الكواكب في جميع القران.
و يضا؛ فان نظير الاقسام بمواقعها هنا إقسامه بهوي النجم في قوله:
< و لنخم إذ ا هوى >.
وايضا؛ فان هذا قول جمهور اهل التفسير.
(1) انظر: " أيمان القران " (184، 322).
(2) انظر: " ايمان القران " (5. 87، 188، 9 2 4).
(3) انظر: ما سيا تي (ص: 1367) والتعليق عليه.
562

الصفحة 562