كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وأيضا؛ فانه سبحانه يقسم بالقران نفسه لا بوصوله إلى عباده، هذه
طريقة القران؛ قال الله تعا لى: <صج والقرة ان ذى ا كأ> [ص: 1]، <يس!
والقرة ان ألحيهم > [يس: 1 - 2]، <ت والقرة ان اتمجيد > [ق: 1]، <حم!
وا لكتف المبين > [ا لز خرف: 1 - 2، ا لدخا ن: 1 - 2]، ونظا ئره.
و لمقصود أنه سبحانه إنما يقسم من مخلوقاته بما هو من اياته الدالة
على ربوبيته ووحدانيته.
وقد أثنى سبحانه في كتابه على المتفكرين في خلق السموات
والأرض، وذم المعرضين عن ذلك؛ فقال: < وجعلنا السماء سقفا ئخفوظآ
وهم عن ءايخنها معرضحون > [الانبياء: 32].
وتأمل خلق هذا السقف الأعظم - مع صلابته وشدته ووثاقته - من
دخان، وهو بخار الماء؛ قال الله تعالى: <ونجتنا فوق! ستعا شدادا) [النبا:
12]، وقال تعا لى: <ءأنغ شد خلقا أم المحآء بننها! رغ سمكها فسولفا) [النازعات:
27 - 28]، وقال: < وجعفنا السماه سففا ئخفوظا) [الانبياء: 32].
فانظر إلى هذا البناء الشديد العظيم الواسع الذي رفع سمكه أعظم
رتفاع، وزينه بأحسن زينة، و ودعه العجائب والايات، وكيف بتدأ خلقه من
بخار ارتفع من الماء وهو الدخان.
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ومن هو فوق العرلش فرد موحد (1)
(1) البيت لامية بن أبي الصلت في " الزهرة " (98 4)، وديو نه المجموع (42).
563
الصفحة 563
1889