كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وبا لجملة؛ فما من كوكب من الكواكب إلا وللرب تبارك وتعا لى في
خلقه حكم كثيرة، ثم في مقداره، ثم في شكله ولونه، ثم في موضعه (1) من
السماء وقربه من وسطها وبعده، وقربه من الكوكب الذي يليه وبعده منه.
واذا اردت معرفة ذلك على سبيل الإ جمال فقسه بأعضاء بدنك
واختلافها، وتفاوت ما بين المتجاورات منها وبعد ما بين المتباعدات،
و شكالها ومقاديرها، وتفاوت منافعها، وما خلقت له. و ى نسية لذلك إ لى
عظم السمو ت وكواكبها واياتها!
وقد تفق أرباب الهيئة على ان الشمس بقدر الارض مئة مرة ونيفا
وستين مرة، والكواكب التي نراها كثير منها اصغرها بقدر الارض، وبهذا
يعرف رتفاعهاوبعدها.
وفي حديث ابي هريرة الذي رواه الترمذي (2): "ان بين الأرض والسماء
مسيرة خمس مئة عام، وبين كل سماءين كذلك) ".
(1) (ق، ت، د): " في شكله وكونه في موضعه ".
(2) (3298)، واحمد (2/ 370)، والبيهقي في "الاسماء والصفات " (2/ 287)،
وغيرهم بإسناب منقطع. وهو حديث طويل، وفي اخره نكارة.
قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذ لوجه. ويروى عن ايوب ويونس بن عبيد
وعلي بن زيد، قالوا: الحسن لم يسمع من ابي هريرة ".
وبذا اعله البيهقي، وا لجورقا ني في " الاباطيل لا (1/ 0 7)، وابن لجوزي في " العلل
ا لمتناهية " (1/ 13). وانظر: " العلو" للذهبي (74)، و" البداية والنهاية " (1/ 1 4).
وللقدر الذي ذكره المصنف منه شواهد من حديث العباس و بي سعيد وأ بي در وابن
مسعود رضي الله عنهم.
566

الصفحة 566