كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

المسائل والحوائج على ختلافها وتباينها واتحاد وقتها، ولا يتبرم بإ لحاج
الملحين، ولا تنقص ذرة من خزائنه، لا إله إلا هو العزيز ا لحكيم.
فحينئذ يقوم القلب بين يدي الرحمن مطرقا لهيبته، خاشعا لعظمته، عان
لعزته، فيسجد بين يدي الملك الحق المبين سجدة لا يرفع رأسه منها إ لى
يوم المزيد.
فهذا سفر القلب وهو في وطنه وداره ومحل ملكه، وهذا من أعظم
ايات الله وعجائب صنعه؛ فيا له من سفر ما بركه وأروحه، وأعطم ثمرته
وربحه (1)، وأجل منفعته و حسن عاقبته!
سفر هو حياة الارواج، ومفتاج السعادة، وغنيمة العقول والالباب، لا
كالسفر الذي هو قطعة من العذاب.
فصل (2)
واذا نظرت إلى الارض كيف خلقت، رأيتها من أعظم ايات فاطرها
وبديعها، خلقها سبحانه فراشا ومهادا، وذللها لعباده، وجعل فيها أرزاقهم
و قواتهم ومعايشهم، وجعل فيها السبل لينتقلوا فيها (3) في حوائجهم
وتصزفاتهم، و رساها با لجبال فجعلها وتادا تحفظها لئلا تميد بهم (4)،
ووسع أكنافها، ودحاها فمدها وبسطها، وطحاها فوسعها من جوانبها،
(1) (ح): " و ا ر بحه ".
(2) " ا لا حيا ء " (4/ 0 4 4).
(3) (ت): " ليتقلبو ا فيها ".
(4) (ق): "تميل بهم". وهي بمعنى المثبت.
69

الصفحة 569