كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وجعلها كفاتا للأحياء تضمهم على ظهرها ما داموا احياء، وكفاتا للأموات
تضمهم في بطنها إذا ماتوا، فظهرها وطن للأحياء وبطنها وطن للأموات.
وقد أكثر تعا لى من ذكر الارض في كتابه، ودعا عباده إلى النظر إليها
والتفكر في خلقها؛ فقال تعا لى: <والأرض فرشنها فنمم المهدون) [الذاريات:
8 4]، < الله ا لذي جعل د- ا لأضض ق! ارا) [غافر: 4 6]، < ا لذي جعل لكم
لأرض فزش! ا > [البقرة: 2 2]، <أفلا ينظرون إلي ا فيبل! ثف خلقت! وإلى ا لمحا
يهف رفدت! وإ لى الحبالكئف نصبت! و لي الأرضكئف سظحت > [الغاشية: 7 1
- 0 2]، <إن في االئنردقوالارض لأيت لقؤمنين > [ا لجا ثة: 3]. وهذ ا كثير في ا لقرا ن.
فانظر إليها وهي ميتة هامدة خاشعة (1)، فإذا أنزل عليها (2) الماء اهتزت
فتحركت، وربت فارتفعت، واخضرت و نبتت من كل زوج بهيح، فأخرجت
عجائب النبات في المنظر والمخبر، بهيح للناظرين، كريم للمتناولين،
فأخرجت الاقوات على اختلافها وتباين مقاديرها و نتا لها و لوانها
ومنافعها، والفواكه و 1 لثمار، وأنواع الأدوية، ومراعي الدواب والطير.
ثم انظر إلى قطعها [لمتجاورات، وكيف ينزل عليها ماء و حد فتنبت
الازواج المختلفة المتباينة في اللون و لشدر والرائحة و [لطعم والمنفعه،
واللقاح واحد، والام واحدة؛ كما قال تعا لى: < وفى الأزض قطغ منحوزت
وجئف من أعني وزرع وتحيل صئوان وغتر صنوان يسقئ بما وحد ونفقمل بعضها
عك بعمى فى لائحلج إن فى ذ لف لأيئئ لقؤو يعقلون > [الرعد: 4].
(1) "هامدة " ليست في (د، ق، ت).
(2) (ق، ت، د، ح): "فاذا انزلنا عليها".
570
الصفحة 570
1889