كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الهواء يمتنع من الغوص في الماء (1)، فتتعلق به السفينة المشحونة الموقرة.
فتأمل كيف استجار هذا الجسم الثقيل العظيم بهذا اللطيف الخفيف
وتعلق به حتى أمن من الغرق، وهذا كالذي يهوي في قليب فيتعلق بذيل
رجل قوي شديد يمتنع عن السقوط في القليب فينجو بتعلقه به؛ فسبحان من
علق هذا المركب العظيم الثقيل بهذا الهواء اللطيف من غير علاقة ولا عقدة
تشاهد (2).
***
ومن اياته: السحاب المسخر بين السماء والارض، كيف ينشئه
سبحانه (3) بالرياج، فتثيره كسفا، ثم يؤلف بينه ويضم بعضه إلى بعض، ثم
تلقحه الريح - وهي التي سماها سبحانه: لواقح -، ثم يسوقه على متونها إ لى
الارض المحتاجة إليه، فاذا علاها واستوى عليها أهراق ماءه عليها، فيرسل
سبحانه عليه الريح وهو في ا لجو فتذروه وتفرقه؛ لئلا يؤذي ويهدم ما ينزل
عليه بجملته، حتى إذا رويت وأخذت حاجتها منه أقلع عنها وفارقها؛ فهي
روايا الارض محمولة على ظهور الرياج.
وفي "الترمذي) " (4) وغيره أن النبي! ي! لفا رأى السحاب قال: "هذه
روايا الأرض، يسوقها الله ا لى قوم لا يشكرونه ولا يذكرونه) ".
(1) "في الماء" لبست في (د، ق، ت).
(2) "الاحياء)]: "من غير علاقة تشاهد وعقدة تشد".
(3) (د، ق، ت): "سحابة ".
(4) (98 32). وهو جزء من حديث ابي هريرة المتقدم قريبا.
575
الصفحة 575
1889