كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فالسحاب حامل رزق العباد وغيرهم التي عليها ميرتهم (1).
وكان ا لحسن إذ رأى السحاب قال: " في هذا - والله - رزقكم، ولكنكم
تحرمونه بخطاياكم وذنوبكم " (2).
وفي "الصحيح " (3) عن النبي لمجي! قال: "بينا رجل بقلاة من الأرض ا ذ
سمع صوتا في سحابة: سق حديقة فلان، فمر الرجل مع السمحابة حتى أتت
على حديقة، فلما توسطتها أفرغت فيها ماءها، فاذا برجل معه مسحاة يسحي
الماء بها، فقال: ما ا! سمك يا عبد الله؟ قال: فلان، للاسم الذي سمعه في
السحابة. . .) ".
وبا لجملة؛ فاذا تاملت السحاب الكثيف المظلم (4)، كيف تراه يجتمع
في جؤ صاف لا كدورة فيه، وكيف يخلقه الله متى شاء واذا شاء، وهو مع
لينه ورخاوته حامل للماء الثقيل بين السماء و لارض، إلى أن ياذن له ربه
وخالقه في إرسال ما معه من الماء، فيرسله وينزله منه مقطعا بالقطرات، كل
قطرة بقدر مخصوصيى اقتضته حكمته ورحمته، فيرش السحاب الماء على
الأرض رشا، ويرسله قطرات مفصلة، لا تختلط قطرة منها باخرى، ولا
يتقدم متاخرها، ولا يتاخر متقدمها، ولا تدرك القطرة صاحبتها فتمتزج
بها (5)، بل تنزل كل واحدة في الطريق الذي رسم لها لا تعدل عنه، حتى
(1) الميرة: الطعام ونحوه مما يجلب للبيع. إاللسان " (مور).
(2) اخرجه الطبري (22/ 0 42)، وابو الشيخ في "العظمة " (733).
(3) "صحيح مسلم " (2984) من حديث أبي هريرة بمعناه.
(4) "الاحياء" (4/ 4 4 4).
(5) (ح، ن): " فتمزج بها".
576

الصفحة 576