كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

مصنوعاته، ولهذا يعيد ذكرهما في القرآن ويبديه؛ كقوله تعا لى: < ومق
ءايختها ئيل وا لنهار > [فصلت: 37]، وقوله: < وهوانذي جعل لكم الثل لباسا
و لنؤم سباتا وجعل النهار نشورا) [الفرقان:47]، وقوله عز وجل: < وهو ائذي
ط، ٌ
خلق ا لثل وا لنهاروا لثئمس والقمرص فى فلك يسبحون > [ا لا نبيا ء: 33]، وقوله! ر
وجل: < ادئه ا لذي جعل لي الير لمئكضا فيه وا لنهارمتصرا) [غافر:
61]. وهذا كثير في القرآن.
فانظر إلى هاتين الايتين وما تضمنتاه من العبرة والدلالة (1) على ربوبية
الله وحكمته:
كيف جعل الليل سكنا ولباسا يغشى العالم فتسكن فيه الحركات،
وتأوبد ا لحيوانات إلى بيوتها، والطير إلى أوكارها، وتستجم فيه النفوس
وتستريح من كد السعي والتعب.
حتى إذ خذت منه النفوس راحتها وسبا تها، وتطلعت إلى معايشها
وتصرفها، جاء فالق الاصباج سبحانه وتعا لى بالنهار يقدم جيشه بشير
الصباج، فهزم تلك الظلمة ومزقها كل ممزق، وأزالها وكشفها عن العا لم
فاذا هم مبصرون، فانتشر الحيوان وتصرف في معاشه ومصا لحه وخرجت
الطيور من أوكارها.
فيا له من معاد ونشأة دال على قدرة الله سبحانه على المعاد الاكبر،
وتكرره ودو 1 م (2) مشاهدة النفوس له بحيث صار عادة ومألفا منعها عن
(1) (ن، ح): " العبر وا لدلا لات ".
(2) (ت): " وتكرر ودا م ".
579

الصفحة 579