كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ظهورها فيظن أنها جزيرة، فينزل الركاب عليها، فتحس بالنار إذا أوقدت،
فتتحرك، فيعلم نه حيوان (1).
وما من صنف من أصناف حيوان البر إلا وفي البحر أمثاله، حتى
الانسان والفرس والبقر (2) و ضعافها (3)، وفيه أجناس! لا يعهد لها نظير في
البر ا صلا (4).
هذا مع ما فيه من ا لجواهر واللؤلؤ والمرجان؛ فترى اللؤلؤة كيف
أودعت في كن كالبيت لها (5) - وهي الصدفة - تكنها وتحفظها، ومنه:
"اللؤلؤ المكنون "، وهو الذي في صدفه لم تمسه الايدي.
وتأمل كيف نبت المرجان في قعره في الصخرة الصماء تحت الماء
على هيئة الشجر.
هذا مع ما فيه من العنبر و صناف النفائس التي يقذفها البحر وتستخرج
منه.
ثم انظر إلى عجائب السفن وسيرها في البحر، تشقه وتمخره بلا قائد
يقودها ولا سائق يسوقها، وإنما قائدها وسائقها الرياح التي يسخرها الله
لاجرائها، فاذا حيس عنها القائد والسائق ظلت راكدة على وجه الماء.
(1) ا نظر: " ا لا حيا ء " (4/ 2 4 4).
(2) (ح، ن): " والبعير". والمثبت من (د، ق، ت) و" الاحياء".
(3) (ح، ن): " واصنافها". وا لمثبت من (د، ق، ت) و"الاحياء".
(4) انظر: "الاحياء" (4/ 2 4 4)، و" ا لحيوان " (7/ 0 4 1)، و" تفسير القرطبي " (6/ 0 32).
(5) (ت): " في بيت لها".
582