كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

والدلالات الشاهدة لله بانه الله الذي لا إله إلا هو، الذي ليس كمثله شيء،
و نه الذي لا أعظم منه ولا كمل، ولا بر ولا ألطف = لعجزنا نحن والاولون
والاخرون عن معرفة أدنى عشر معشار ذلك، ولكن ما لا يدرك جميعه لا
ينبغي تركه البتة والتنبيه (1) على بعض ما يستدل به على ذلك.
وهذا حين الشروع في الفصول (2):
فصل (3)
تأمل العبرة في وضع (4) هذا العالم، وتأليف أجزائه، ونظمها على
أحسن نظام وأدله على كمال قدرة خالقه، وكمال علمه، وكمال حكمته،
وكمال لطفه.
فإنك إذا تأملت العالم وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع الاته
ومصا لحه وكل ما يحتاج إليه؛ فالسماء سقفه المرفوع عليه، والارض مهاد
وبساط وفراش! ومستقر للساكن، والشمس والقمر سراجان يزهران فيه،
والنجوم مصابيح له وزينة وأدلة للمتنقل (5) في طرق هذه الدار، و لجواهر
(1) (ق) بدون الواو. (ح، ن): " ترك التعبيه والتنبيه ". (ت): " ترك التنبيه ".
(2) أصول هذه الفصول من كتاب "الدلائل والاعتبار" المعسوب للجاحظ، وسبق في
المقدمة بيان التنازع في نسبته، وقد أدخلت اهئم قراءاته في فروق النسخ ورمزت لهب
(ر)، ورمزت لنسخة " توحيد المفضل " ب (ض).
(3) "الدلاتل والاعتبار" (3)، " توحيد المفضل " (1 1 - 2 1).
(4) (ض): إ تهيئة ".
(5) (ت، ح): "للمنتقل،.
586

الصفحة 586