كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

والمعادن مخزونة فيه كالذخائر وا لحواصل (1) المعدة المهياة كل شيء منها
لشأنه الذي يصلح له (2)، وضروب النبات مهياهب لماربه، وصنوف ا لحيوان
مصرفة (3) في مصا لحه؛ فمنها الركوب، ومنها الحلوب، ومنها الغذاء،
ومنها الدواء (4)، ومنها اللباس والامتعة والالات (ه)، ومنها ا لحرس الذي
وكل بحرس الانسان؛ يحرسه وهو نائم وقاعا مما هو مستعد لاهلاكه واذاه،
فلولا ما سلط عليه من ضده لم يستقر للانسان قرار بينهم، وجعل الانسان
كالملك المخول في ذلك المحكم فيه، المتصرف بفعله وأمره.
ففي هذا أعظم دلالة و وضحها على أن العالم مخلوق لخالق حكيم
قدير عليم، قدره أحسن تقدير، ونظمه أحسن نظام، و ن الخالق له يستحيل
أن يكون ثنين، بل إله واحد، لا إله إلا هو، تعا لى عما يقول الظالمون
وا لجاحدون علوا كبيرا، و نه لو كان في السموات والارض إله غير الله لفسد
أمرهما، واختل نظامهما، وتعطلت مصا لحهما.
وإذا كان البدن يستحيل أن يكون المدبر له روحان متكافئان متساويان،
ولو كان كذلك لفسد وهلك، مع إمكان أن يكونا تحت قهر ثالث؛ فكيف
يمكن أن يكون المدبر لهذا العا لم العلوي والسفلي إلهين متكافئين
متساويين ليسا تحت قهر ثالث (6)؟!
(1) ا لحواصل، جمع حاصل، وهو المستو ح والمخزن. " تكملة ا لمعاجم " (3/ 0 2 2).
(2) (ر): "وا لجواهر مخزونة في معادنها كالذخائر".
(3) (ض): "مصروفة ".
(4) "ومنها الدواء" ليست في (ت، ح، ن).
(5) (ح): "والالة ".
(6) من قوله: "فكيف يمكن " إلى هنا، ساقط من (ت، ق، ن) لانتقال النظر.
587

الصفحة 587