كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فصل (1)
تأمل خلق السماء، وآرجع البصر فيها كرة بعد كرة، كيف تراها من
أعظم الايات في علوها وارتفاعها وسعتها وقرارها، بحيث لا تصعد علؤا
كالنار، ولا تهبط نازلة كالاجسام الثقيلة، ولا عمد تحتها ولا علاقة فوقها،
بل هي ممسوكة (2) بقدرة الله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.
ثم تأمل ستواءها واعتدالها، فلا صدع فيها، ولا فطر ولا شق، ولا مت
ولا عوج.
ثم تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو أحسن الألوان وأشدها
موافقة للبصر وتقوية له؟ حتى إن من أصابه شيء أضر ببصره يؤمر بادمان
النظر إلى الخضرة وما قرب منها إلى السواد، وقال الأطباء: إن من كل
بصره فانه من دوائه أن يديم الاطلاع إلى إجابة (3) خضراء مملوءة ماء (4).
فتأمل كيف جعل أديم السماء بهذا اللون ليمسك الابصار المتقلبة
فيه (5) ولا ينكا فيها (6) بطول مباشرتها له.
(1) "الدلائل والاعتبار" (3)، "توحيد المفضل " (78).
(2) كذا في الاصول، وتقع في كلام المتأخرين، وهي محدثة، و لجادة: ممسكة.
(3) الإجانة: إناء.
(4) انظر: " ا لحيوان " (3/ 323)، و" القانون " (2/ 6 1 2)، و" ا لمعتمد" (1/ 6 1 2، 4 5 2).
ومن مشهور الاخبار: ان العظر إلى ا لخضرة يزيد في البصر، ورفعه بعضهم إلى النبي
ع! ه، ورفعه باطل.
(5) (ق): "المقملة فيها". (ض): " المتقلبة عليه ".
(6) اي: يؤذ يها. نكأ القرحة: قشرها قبل أن تبرا. و في (ت): " يتكافها". و لمثبت من باقى
لاصول و (ض) و" شفاء العليل " (43 6). (ر): " ينكى ".
589