كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
هذا بعض فوائد هذا اللون، وا لحكمة فيه أضعاف ذلك.
فصل (1)
ثم تأمل حال الشصس والقمر في طلوعهما وغروبهما لاقامة دولتي
الليل والنهار، ولولا طلوعهما لبطل أمر العا لم، وكيف كان الناس يسعون في
معايشهم (2)، ويتصرفون في أمورهم، والدنيا مظلمة عليهم؟! وكيف كانوا
يتهنون (3) بالعيش مع فقد النور؟!
ثم تأمل الحكمة في غروبها؛ فانه لولا غروبها لم يكن للناس هدوء ولا
قرار، مع فرط ا لحاجة إلى السبات، وجموم ا لحواس (4)، وانبعاث القوى
الباطنة وظهور سلطانها في النوم المعين (5) على هضم الطعام (6) وتنفيذ
الغذاء إلى الاعضاء.
ثم لولا الغروب لكانت الارض تحمى بدوام شروق الشمس واتصال
طلوعها، حتى يحترق كل ما عليها من حيوان ونبات.
فصارت تطلع وقتا، بمنزلة السراح يرفع لاهل البيت ليقضوا حوائجهم،
(1) "الدلائل والاعتبار" (4)، " توحيد المفضل " (79).
(2) (د، ق، ن): " معاشهم ". (ت): " امر معاسهم ".
(3) (د): " يتهنؤون ". (ح): " يهتنون ".
(4) كذا في الاصول و (ر، ض). والجمام: الراحة. واستعمال " الجموم " لهذا المعنى
وقع كذلك في " الصواعق " (570 1)، و" ايمان القرآن " (56 2)، و" منهاج البلغاء"
لحازم (93 2، 1 2 3).
(5) (د، ق، ن): " المعينة ".
(6) (ر، ض): "وانبعاب القوة الهاضمة لهضم الطعام ".
0 9 5