كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
السموم (1)، وجعله الله بحكمته برزخا بين سموم الصيف وبرد الشتاء؛ لئلا
ينتقل ا لحيوان وهلة واحدة من ا لحر الشديد إلى البرد الشديد فيجد أذاه
ويعظم ضرره (2)، فاذا انتقل إليه بتدريج وترتيب لم يصعب عليه، فانه عند
كل جزء يستعد لقبول ما هو أشد منه، حتى تأتي جمهرة البرد (3) بعد
استعداد وقبول. حكمة بالغة واية باهرة.
وكذلك الربيع برزخ بين الشتاء والصيف، ينتقل فيه ا لحيوان من برد هذا
إ لى حر هذا بتدريج وترتيب.
فتبارك الله رب العالمين، و حسن الخالقين.
فس (4)
ثم تأمل حال الشمس و لقمر وما ودعاه من النور والاضاءة، وكيف
جعل لهما بروجا ومنازل يتزلانها مرحلة بعد مرخلة؛ لاقامة دولة السنة
وتمام مصالح حساب العالم الذبد لا غنى لهم في مصا لحهم عنه؛ فبذلك
يعلم حساب الاعمار و 1 لاجال المؤجلة للديون والاجارات والمعاملات
والعدد وغير ذلك، فلولا حلول الشمس والقمر في تلك المنازل وتنقلهما
فيها منزلة بعد منزلة لم يعلم شيء من ذلك.
وقد نبه الله تعالى على هذا في غير موضع من كتابه، كقوله (1): <هو
(1) وهو الريح ا لحارة.
(2) (ح): "وتعظم مضرته ".
(3) بد: معظمه. وفي (ق): " جهرة البرد".
(4) "الدلائل والاعتبار" (5)، "توحيد المفضل " (0 8 - 81).
4 9 5