كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ثم تامل تسخيرها منقادة بامر ربها تبارك وتعا لى، جارية على سنني واحد
قتضته حكمته وعلمه، لا تخرج عنه؛ فجعل منها البروج والمنازل،
والئوابت والسيارة، والكبار والصغار والمتوسط، و لابيض الازهر و لابيض
الاحمر، ومنها ما يخفى على الناظر فلا يدركه.
وجعل منطقة البروج قسمين: مرتفعة ومنخفضة، وقدر سيرها تقديرا
و حدا، ونزل الشمس و لقمر و لسيارات منها منازلها؛ فمنها ما يقطعها في
شهر و حد - وهو القمر -، ومنها ما يقطعها في عام (1)، ومنها ما يقطعها في
عدة اعوام، كل ذلك موجب ا لحكمة والعناية.
وجعل ذلك اسبابا لما يحدثه سبحانه في هذا العالم، فيستدل بها
الناس على تلك ا لحوادث التي تقارنها؟ لمعرفتهم بما يكون مع طلوع الثريا
إذا طلعت، وغروبها إذا سقطت من ا لحوادث التي تقارنها، وكذلك غيرها
من المنازل والسيارات.
ثم تامل جعله سبحانه بنات نعش وما قرب منها ظاهرة لا تغيب؛ لقربها
من المركز، ولما في ذلك من الحكمة الالهية، و نها بمنزلة الاعلام التي
يهتدي بها الناس في الطرق المجهولة في البر والبحر، فهم ينظرون إليها
وإ لى ا لجدي والفرقدين (2) كل وقت ارادوا من الليل (3)، فيهتدون بها حيث
شاؤوا.
(1) من قوله: " وهو القمرلا إلى هنا، ساقط من (ت).
(2) " الثريا" وإبنات نعش " و" ا لجدي " و"الفرقدان " كو كب معروفة.
(3) إمن الليل " ليست في (ح، ن).
599

الصفحة 599