كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فلو كانت كلها بحال واحدة لاختلط نظامها، ولبطلت ا لحكم و لفوائد
والدلالات التي في آختلافها، ولتشبث المعطل بذلك وقال: لو كان فاعلها
ومبدعها مختارا لم تكن على وجه واحد وأمر واحد وقدر واحد.
فهذا الترتيب والنظام الذي هي عليه من أدل الدلائل على وجود
الخالق (1) وقدرته وارادته وعلمه وحكمته ووحدانيته.
فصل (2)
ثم تأمل هذا الفلك الدو [ر بشمسه وقمره ونجومه وبروجه، وكيف يدور
على هذا العا لم هذا الدوران الدائم إلى اخر الاجل على هذا الترتيب و لنظام (3)،
وما في طي ذلك من اختلاف الليل والنهار والفصول وا لحر و لبرد، وما في
ضمن ذلك من مصالح ما على الارض من أصناف ا لحيوان والنبات.
وهل يخفى على ذي بصيرة أن هذا إبداع المبدع الحكيم، وتقدير العزيز
العليم؟!
ولهذا خاطب الرسل أممهم مخاطبة من لا شك عنده في الله، وإنما
دعوهم إلى عبادته وحده، لا إلى الاقرار به؛ فقالت لهم: <افى ادده شك
فاطرالممموات وا لارض > [إبراهيم: 0 1].
فوجوده سبحانه وربوبيته وقدرته أظهر من كل شيء على الاطلاق، فهو
أظهر للبصائر من الشمس للأبصار، و بين للعقول من كل ما تعقله وتقر
(1) (ق):"خالقها".
(2) "الدلائل والاعتبار" (9)، " توحيد المفضل " (86).
(3) (ت): " الترتيب و 1 لنمط والنظام ".
602