كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وخص هذه الايات باهل العقل؛ لانها عظم مما قبلها و دل واكثر (1)
والاولى كالباب لهذه، فمن آستدل بهذه الايات و عطاها حقها من الدلالة
ستحق من الوصف فوق ما يستحقه صاحب الفكر، وهو العقل. ولان منزلة
العقل بعد متزلة الفكر؛ فلما دلهم بالاية الاولى على الفكر نقلهم بالاية
الثانية التي هي أعطم منها إلى العقل الذي هو فوق الفكر. فتأمله.
فاما قوله في الاية الثالثة:! إت فى ذلاس لأدس صلقؤويذئحروت)،
فوحد الاية، وخصها باهل التذكر:
فاما توحيدها، فكتوحيد الاو لى سواء؛ فان ما ذرا في الارض على
آختلافه من ا لجواهر والنبات والمعادن وا لحيوان كله في محل واحد ومقر
و [حد، فهو نوع من انواع آياته وان تعددت اصنافه و نواعه (2).
و ما تخصيصه إياها بأهل التذكر؛ فطريقة القران في ذلك أن يجعل
اياته للتبصر والتذكر؛ كما قال تعا لى في سورة ق: < والارض مدذنها والقتنا
فيها رويسى وأنبئنا فيها منص زوج بهيغ! تبصزه ودكرى لكل عتم ئيب) [ق: 7 -
8]؛ فالتبصرة: التعقل (3)، والذكربس: التذكر، و لفكر باب ذلك ومدخله، فاذا
فكر تبصر، واذا تبصر تذكر.
فجاء التذكر في الاية لترتيبه على العقل المرتب على الفكر، فقدم الفكر
إذ هو الباب و لمدخل، ووسط العقل إذ هو ثمرة الفكر ونتيجته، وأخر
(1) (ح، ن): " و أ كبر ".
(2) (ح، ن): "اوصافه واياته ".
(3) (ت، د، ق): أ العقل ".
606