كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

عنده، فهو لا يزال يكرر (1) بتفكره على تذكره، وبتذكره على تفكره ما دام
عاقلا؛ لان العلم والإرادة لا يقفان به على حد، بل هو دائما سائر بين العلم
والارادة.
واذا عرفت معنى كون ايات الرب تبارك وتعا لى تبصرة وذكرى؛ يتبصر
بها من عمى القلب، ويتذكر بها من غفلته = فإن المضاد للعلام إما عمى
القلب؛ وزواله بالتبصر، واما غفلته؛ وزواله بالتذكر.
و 1 لمقصود تنبيه القلب من رقدته بالاشارة إلى شيء من بعض ايات الله،
ولو ذهبنا نتتبع ذلك لنفد الزمان ولم نحط بتفصيل (2) واحدة من اياته على
التمام، ولكن ما لا يدرك جملة لا يترك جملة.
و حسن ما نفقت فيه الانفاس التفكر في ايات الله وعجائب صنعه،
والانتقال منها إلى تعلق القلب والهمة به دون شيء من مخلوقاته؛ فلذلك
عقدنا هذا الكتاب على هذين الاصلين؛ إذ هما أفضل ما يكتسبه العبد في
هذه الدار.
فصل (3)
فسل المعطل الجاحد (4): ما تقول في دولاب (5) دائر على نهر قد
(1) كذا في الاصول. ولعلها: يكز.
(2) (ت): "بتحصيل لا.
(3) "الدلائل والاعتبار" (9)، " توحيد المفضل " (87).
(4) (ت): "المعطل ا لجاهل ا لجاحد".
(5) آلة تديرها الدابة، يستقى بها الماء. فارسية معربة. انظر: " الصحاح " (دلب)، و"قصد
السبيل " (2/ 38) وحاشيته.
608

الصفحة 608