كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
أحكمت الاته، واحكم تركيبه، وقدرت أدواته احسن تقدير وأبلغه بحيث لا
يرى الناظر فيه حللا في مادته ولا في صورته، وقد جعل على حديقة عظيمة
فيها من كل أنواع الثمار والزروع يسقيها حاجتها، وفي تلك ا لحديقة من
يقوم بامرها ولم شعثها، ويحسن مراعاتها وتعهدها والقيام بجميج
مصالحها، فلا يختل منها شيء ولا تتلف ثمارها، ثم يقسمها قيمها (1) عند
الجذاذ على سائر المحاويج (2) بح! سب حاجا تهم وضروراتهم، فيقسم
لكل صنف منهم ما يليق به، ويقسمه (3) هكذا على الدوام.
اترى هذا اتفاقا بلا صانع ولا مختار ولا مدبر؟! بل آتفق وجود ذلك
الدولاب وا لحديقة وكل ذلك آتفاقا، من غير فاعل ولا قيم ولا مدبر!
أفترى ما يقول لك عقلك في ذلك لو كان؟! وما الذي يفتيك به؟! وما
الذي يرشدك إليه؟!
ولكن من حكمة العزيز الحكيم أن حلق قلوبا عميا لا بصائر لها، فلا
ترى هذه الايات الباهرة إلا روية ا لحيوانات البهيمية، كما خلق اعينا عميا لا
أبصار لها، فالشمس والقمر و لنجوم بادية (4) وهي لا تراها، فما ذنبها إ ن
أنكرتها وجحدتها؟! فهي تقول في ضوء النهار: هذا ليل، ولكن أصحاب
الاعين لا يعرفون شيئا!
(1) (ن): " قيمتها ". وهو تحريف.
(2) (ح، ن): " ا لمخا رج ". تحريف.
(3) (د، ق): " ولقيمه ".
(4) (ح، ن): "والنجوم مسخرات بامره ".
9 0 6