كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
حيث أمر فيفرخ ماءه هنالك، ثم سخرت له بعد إعصاره المفرقة التي تبثه
وتفرقه في الجو فلا ينزل مجتمعا، ولو نزل جملة لاهلك المساكن
وا لحيوان والنبات، بل تفرقه فتجعله قطرا.
وكذلك الرياح التى تلقج الشجر والنبات ولولاها لكانت عقيفا.
وكذلك الرياح التي تسير السفن ولولاها لوقفت على ظهر البحر.
ومن منافعها: أنها تبرد الماء، وتضرم النار التي يراد إضرامها، و تجفف
الاشياء التي يحتاج إلى جفافها.
وبا لجملة؛ فحياة ما على الارض من نبات وحيوان بالرياح؛ فانه لولا
تسخير الله لها لعباده لذوى النبات، ومات الحيوان، وفسدت المطاعم،
و نتن العالم وفسد.
ألا ترى إذا ركدت الريح (1) كيف يحدث الكرب والغم الذي لو دام
لاتلف النفوس، و سقم الحيوان، و مرض الاصحاء، وأنهك المرضى،
و فسد الثمار، وعفن الزرع، و حدث الوباء في الجو؟!
فسبحان من جعل هبوب الرياح تأتي بروحه ورحمته، ولطفه ونعمته،
كما قال النبيئ ع! م! د في الرياح: "انها من روح الله، تاتي بالرحمة " (2).
(1) (ح، ن): " ا لرياح ".
(2) أخرجه البخاري في " الادب المفرد" (0 72)، وأبو داود (97 0 5)، وابن ماجه
(3727)، وغيرهم من حديث ابي هريرة.
وصححه ابن حمان (07 0 1، 5732)، وا لحاكم (4/ 235) ولم يتعقبه الذهبي.
وصححه ابن حجر في "النتائج "، كما في "الفتوحات الربانية " (4/ 272).
وانظر: " علل الدارقطني " (2/ 0 9، 8/ 276).
7 1 6