كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وننبه * 1) للطيفة في هذا الهواء؛ وهي أن الصوت أثر يحدث *2) عن
صطكاك الاجرام *3)، وليس نفس الاصطكاك كما قال ذلك من قاله. ولكئه
موجب للاصطكاك وقرع ا لجسم للجسم أو قلعه عنه؛ فسببه قرع أو قلع،
فيحدث الصوت، فيحمله الهواء ويؤديه إلى مسامع الناس، فينتفعون به في
حوائجهم ومعاملاتهم بالليل والنهار، وتحدث الاصوات العظيمة من
حركا تهم.
فلو كان أثر هذه الحركات و [لاصوات يبقى في الهواء كما يبقى
الكتاب في القرطاس لامتلأ العا لم منه، ولعظم الضرر به واشتدت مؤنته،
واحتاج الناس إلى محوه من الهواء، والاستبدال به، أعظم من حاجتهم إ لى
الاستبدال بالكتاب المملوء كتابة *4)؛ فإن ما يلقى من الكلام في الهواء
أضعاف ما تودعه القراطيس *5).
فاقتضت حكمة العزيز ا لحكيم أن جعل هذا الهواء قرطاسا خفيا*6)،
يحمل الكلام بقدر ما يبلغ ا لحاجة ثم يمحى بإذن ربه، فيعود جديدا نقئا لا
8 ء. *7)،.- ما حمل كل وقت.
سي لمحيه لمحتحمل
(1) * ن، ح): " وتنبه "، هكذا مضبوطة.
(2) (ح، ن): " محدث ".
(3) (ر، ض): "اثر يؤثره اصطكاك الاجسام ".
(4) (ت): "بالكتاب الذي مملوء من لكتابة".
(5) (ح): " يودع في القرطاس ". (ن، ت): " يودع القرطاس ".
(6) (ق، ت): "خفيفا". (ض، ح، ن، ر، د): "خفيا"، واصلحت في طرة (د) إ لى
"خفيفا". والوصف هنا با لخفاء اشبه.
(7) (ن): " لا اثر فيه ".
618

الصفحة 618