كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الانتفاع بها، ولو أفرطت في اليبس - كا لحجر وا لحديد (1) - لم يمكن
حرثها ولا زرعها، ولا شقها ولا فلحها، ولا حفر عيونها ولا لبناء عليها؛
فنقصت عن يبس الحجارة وزادت على ليونة الطين، فجاءت بتقدير ربها
وفاطرها (2) على أحسن ما جاء عليه مهاد الحيوان (3) من الاعتدال بين اللين
واليبوسة، فتهيا عليها جميع المصالح.
فصل (4)
ثم تأمل الحكمة البالغة في أن جعل مهب الشمال عليها (5) أرفع من
مهب الجنوب (6)، وحكمة ذلك أن تنحدر (7) المياه على وجه الارض
فتسقيها وترويها ثم تفيض فتصب في البحر؛ فكما أن الباني إذا رفع سطحا
رفع أحد جانبيه وخفض الاخر ليكون مصبا للماء، ولو جعله مستويا لقام
عليه الماء فافسده، كذلك جعل (8) مهب الشمال في كل بلد أرفع من مهب
الجنوب، ولولا ذلك لبقي الماء واقفا (9) على وجه الارض، فمنع الناس من
العمل والانتفاع، وقطع الطرق والمسالك، وأضر بالخلق.
(1) "والحديد" ليست في (ن، ح).
(2) (ت): " ربها وخالقها وفاطرها".
(3) (ق، د): " مهاد للحيوان ".
(4) " الدلائل والاعتبار" (13)، " توحيد المفضل " (1 9 - 92).
(5) اي: ا لارض.
(6) انظر شرح المراد بهذا في "بحار لانوار" (57/ 89).
(7) (ن، ت، ح): " تتحدر". والمثبت من (د، ق، ر، ض).
(8) (ن، ح): "جعلت ". (ت): "فجعلت إ.
(9) (ر، ض): "متحيرا".
621