كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

كثف نصبت! و لي الازضكئف سظحث > [الغاشية: 17 - 0 2].
فخلقها ومنافعها من اكبر الشواهد على قدرة باريها (1) وقاطرها، وعلمه
وحكمته ووحدانيته.
هذا مع انها تسبح بحمده، وتخشع له، وتسجد له، وتتشقق وتهبط من
خشيته، وهي التي خاقت من ربها وفاطرها وخالقها - على شدتها وعظم
خلقها - من الامانة إذ عرضها عليها و شفقت من حملها.
ومنها: ا لجبل الذي تجلى له ربه فساخ وتدكدك.
ومنها: ا لجبل الذي كلم الله عليه موسى كليمه ونجيه.
ومنها: ا لجبل الذي حبب الله رسوله واصحابه إليه، و حبه رسول الله
ع! و صحابه (2).
ومنها: الجبلان اللذان جعلهما الله سورا (3) على بيته، وجعل الصفا في
ذيل احدهما و لمروة في ذيل الاخر، وشرع لعباده السعي بينهما، وجعله من
مناسكهم ومتعبدا تهم.
ومنها: جبل الرحمة المنصوب عليه ميدان عرفات (4)، فلله كم به (5)
(1) (ت): " بانيهالم.
(2) وهو جبل احد، كما في الصحيحين.
(3) (ح، ن): " ستورا". وفوقها في (د) بخط دقيق: "كذا".
(4) وهو جبل إلال (على وزن: هلال). وتسميته ب "جبل الرحمة " محدثة، ووقعت في
كلام كثير من العلماء. انظر: " شرح مسلم " للنووي (8/ 185)، و" مجموع الفتاوى "
(26/ 133، 1 6 1)، و"تفسير ابن كثير" (2/ 5 1 5)، وغيرها. وللشيخ بكر أبو زيد فيه
جزء مطبوع.
(5) " به " ليست في (ن، ح).
626

الصفحة 626